الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

مما رأيته في قسورة , ومما تأملته في الكرامة ,

مما رأيته في قسورة , ومما تأملته في الكرامة




ولاية تريبوليتانيا تسير لتصبح ولاية هادئة و لكن وفق المنهج الثوري و الطريق الذي كان ينتهجه معمر القذافي , مع بعض الزيادات الثورية في أمور الأختطاف و القتل .
وجدت الناس ممتعضة و لكن أصبح حال الكثير هو لقمة العيش فقط , فالحرب الأخيرة أوقفت النشاط الإقتصادي لكثير من المجالات و أولها شلل تام في مجال السفر والسياحة .
رأيت إزدحاما في الطرقات و مصالح حكومية مفتوحة و وعودا مستقبلية براقة , و هي بالضبط ما كنت أراها في أواخر العقد الماضي مع الفرق في أمن الوطـن و أمان المواطن .
لا أولوم على أحد في أن يصبح شرسا ليستولي على السلطة ولا أراه عيبا مقارنة مع وضع دولنا " المتخلفة " نوعا ما , و لكن ألوم تلك المظاهرات التي رأيتها في الميدان و التي لازالت تذكر النظام السابق انه أنقلب على الشرعية الملكية و سير البلاد بمنظور ثوري و جعل أغلى أماني المواطن هو لقمة العيش و أمان يعيشه .
أكتب بعضا مما رأيته و بعضا مما أيقنته و أدع الكثير مما تأملته و أيقنته , لكي تتأملوه بانفسكم ,
ولاية بـرقة و هي التي خلعت رداء المفهوم الثوري مُبكرا دون أن تقفل جميع الأبواب أمام الأمور الغوغائية التي تعقب أي تحرك فوضوي للشعوب , أراها الأن تعاني و تأن و تحصد بعضا مما زرعته غفلة ساستها , فهي التي قد بايعت البرلمان , و بايعت أنظمته المسلحة , ولـكن دون جدوى !
لا أستطيع أن أصف حال أخوتي البرقاويين كالتريبوليتانيين لأني لم أراهم و لكن أظن حال الكرامة معهم لا يسر ! .
أعرق المؤؤسات التعليمية في ليبيا و هي جامعة بنغازي " قاريونس "سابقا مغلقة الأبواب " إن كان لا زال هناك أبواب " . لا وجود لللأساتذه العرب فقد فروا بجلودهم , ولا وجود للطلبة فقد دخل الكثير منهم للجامعة منذ فترة و لكن بلباس حربي و هو يبحث عن ساتر يقيه من هجمات عدوه , و يبحث عن باب لمدرج ما لا ليقرأ ولكن ليهجم على عدوه من مكان أستراتيجي !.
أرى الصومال مختلطة بأفغانستان هناك في الشرق , أرى مشروع ليبيا الغد مختلطة مع المفهوم الثوري لمعمر القذافي هناك في الغرب .
أرى قناعات هنا وهناك , قناعات لم تأتي من منظور علمي او تحليلي , بل قناعات جاءت من منظور " أنا عاوز أعيش يا باشا " . و " تغور الديمقراطية على أبو الشرعية " .
لربما الجرعات القوية للديمقراطية أضرت بنا , و لربما طبيعتنا هكذا و لا يتماشى معنا إلا الانظمة الثورية او الفردية , كما هو الحال في الخليج , و ربما اخطأ الشعب في مفهوم الثورة , فبدلا من ثورة إقتصادية كما هو الحال في الخليج أو ثورة سياسية كما هو الحال في تونس و لبنان , و جدنا نفسنا في ثورة عصسكرية , أدخلتنا في معتركات السياسة بقوة و إندفاع فلم يفهم الشعب من أين يبدأ ولا أين ينتهي ولا متى سيجني ثمار ثورته ! .
بـصراحة لا يهمني من يجلس على سُدة الحُكم كثيرا مادام يردد الشهادة , فلن يحاسبني الله على عدم قتله ولكن يهمني أن أعيش و أسترزق في هذه البلاد بإطمئنان , فإن كانت قسورة الغرب هي من ستؤمن البلاد فمرحبا بها ترحيب عمر بن الخطاب بسهيل بن عمرو , و إن كانت الكرامة ستوفر للبلاد ديمقراطية تجلب الرخاء و الأمان للمواطن فأهلا بها تهليل المرتاب من المجهول القادم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق