الأحد، 24 أبريل 2016

اللغة العربية بين إنبهار الألماني و جهل العُربان !


شدني خلال السنوات الاخيرة أن اللافتات الدعائية لأغلب المحال التجارية قد كتبت باللغة الأنجليزية و تفنن ملاكها في تلوين و زخرفة اسمائها المبهمة لدى الكثير ، و تفسير الامـر يعود للإنبهار الكبير بالحضارة الغربية التي أتخدت من اللغة الأنجليزية غلافاً لها .
لا ادري ما جدوى لافتة محل أو مقهى بلغة انجليزية في بلاد عربية و سكانها عرب أهي مخاطبة للعقل الباطن الموجود بالناس هنا !، ذاك العقل اللاشعوري الذي قد أيقن ان كل ما هو أجنبي جميل و مفيد و انيق و كل ماهو مكتوب بلغة محلية تقليدي و إعتيادي و ذي جودة رديئة !
أظن أن الأمـر يتمحور حول كلمة وحدة فقط " الجهل " نعم هو الجهل باللغة العربية و بإمكانيتها فلست هنا في مقام المدافع بل في مقام المُبين أن في اللغة كلمات و عبارات و أوصاف فريدة تليق بلافتات المحلات بل ان الكثير من كلماتها يمكن أن تكون علامة تجارية مميزة ، و لا يستطيع أن يُقدر جمال مفردات اللغة إلا من تخلص من وهم التبعية و أبحر في غياهب اللغة العربية و قرأ القرأن بشكل عميق و فهم معانيه .
قرات منذ يومين جُملة للأديب الألماني " يوهان غوته " و هو لدى الالمان كالمتنبي لدى شعراء العرب فلا تجد ألمانيا مُثقفا لا يعرف غوته ، المهم غوته يقول " " ربما لم يحدث في أي لغة هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية، وإنه تناسق غريب في ظل جسد واحد" ، كلمات خلدها التاريخ كما هو خلود اللغة العربية فغوته في كتابته منبهر جدا باللغة العربية و الأدب العربي بل ان أشعاره كانت كثيراً ماتحتوي على مفردات عربية أستعان بها لانها تُعطي للمعنى قوته و جماليته بل من إجابه باللغة العربية قرأ القرأن و أستعار منه بعض التشبيهات القوية و الجمالية .
لا أستسيغ فكرة التبعية مطلقاً و دائماً أُشجع أي تصرف أو تحرك يدعو لإبراز الهوية الخاصة بالفرد و المجتمع سواء كانت عربية أو أمزيغية او غيرها و خصصت العربية لانها لغتي أولا و لأن اهل وطني ناطقين بها و آمل ان تكون لغة حية بإستمرار في أفواه الشباب في المقاهي و المحاضرات و دور العلم , و أُشجع على تعلم أي لغة تصادفك شرط ان تكون لغتك الأم حاضرة بقوة .


الصورة قد خطها المرحوم صديقي محمد التويعب لأسمي باللغة العربية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق