الأربعاء، 21 يناير 2015

إننا ننعم في خير 17 فبراير ولا ندري ... تأملوا معي ..

ظللنا أربع سنوات و نحن نسمع جملة " بإذن الله الخير جاي " , حتى باتت تخيل إلى البعض منا انها اسطورة ستتوارثها الأجيال مثلها مثل أسطورة " خرافة أم بسيسي " , جملة الخير جاي يرددها الكثير من أنصار 17 فبراير , و مرددوها هم على نوعان .

فاولهم يرددها ليداري فشل 17 فبراير في تغيير  الوضع و ليحد من شماتة بعض الأشخاص من الطرف الأخر و يجد في الكلمة أخر امل ينقده من تعلقه بـ17 فبراير , فهو الذي قد راهن عليها في " ميعاد التريس " في العام 2011 و حلف بأغلظ الإيمان أن الخير سياتي " شكاير شكاير " , وسيغرق الليبييون في الاموال و الخير فور نزول القذافي عن السلطة أو قتله , فما ان تأخر الخير و أنقلبت البلاد لتصبح مثل " طنجرة سبول " حتى بدأ بعض الشامتين في النظر إليه بعين الشماتة أو التساؤول عن موعد ذلك الخير .

أما النوع الثاني فهو الذي يرددها و لا يدري ما هو هذا الخير الذي يعد به الناس إن هي إلا كلمة يقولها البعض فيرددها و يكبت بها بعض افكاره الذي تحدثه أن الوطن أخد في الإنهيار .

أما أنا فرؤيتي لموضع الخير جاي مختلفة نوعا ما , فالخير الذي يظنه أنصار 17 فبراير سيأتي أراه قد أتى فعلا , و هو لم ياتي اليوم أو بالأمس أو العام الماضي فهو قد اتى تقريبا منذ شهر 5 في العام 2011 .
نعم فمفهومي للخير كبير و واسع أوسع من كلمة يرددها العابثون ويقصدون بها الاموال فقط , فانا أرى أن العمل الذي يقودك لباب من أبواب الجنة هو الخير الذي نريده و نأمل فيه , فلابارك الله في أموال لا تقودنا للجنة .
إن المأسي التي جلبتها 17 فبراير في عبائتها كانت كفيلة والله أعلم بعتق الكثير من النار لمجرد عمل عملوه و لمجرد قول قالوه و لمجرد فعل فعلوه , و أيضا كانت 17 فبراير سببا في كتابة الكثير من أهل النار بسبب كلمة قالوها لم يلقوا لها بالا و بسبب فعل فعلوه أو عمل عملوه . فرُب معارض للثورة قال كلمة ليتيم أو أرملة أدخلته الجنة و بئس مؤيد للثورة شتم أرملة مقاتل مع القذافي فكانت سبب في هلاكه في الاخرة .

وقال الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك – أي : هلاكك - 
أعود للعام 2011 و تحديدا شهر مايو فهو الذي شهد بداية نزوح الكثير من المدن و القرى في ليبيا و بدأت الأمور الإنسانية تتأزم شيأ فشيأ , وبات من الضروري على الكثير أن يهب لإنشاء المؤسسات الخيرية التي تهتم بالمحتاجين و النازحين و الأرامل و اليتامى ممن شردتهم الحرب , و جعلت لهم هموم تفوق أعمارهم و تفوق طاقتهم .

أنتهت الحرب بعد 8 أشهر طاحنة و أصبحت البلاد شبه مستقرة  ولكن سرعان ما نزلت لهاوية الحرب الأهلية بسرعة و كان نتاج الحرب بالتأكيد العديد من الأرامل و اليتامي و الحالات الإنسانية التي تستدعي عناية خاصة من الدولة ولكن هيهات فلم يعد للدولة مكان و لا زمان .

هنا انفتح باب الخير على مصرعيه , خير لم يكن ليحل على البلاد لولا 17 فبراير و لولا المأسي التي حدتث , إنه خير يقود مباشرة لأبواب الجنة , فلولا ثورة الـ17 من فبراير لما عانت البلاد من شئ و لما أستطاع الكثير أن يقدم المساعدة للغير ولما بان معدن الرجال في أصعب الظروف و لما اتيحت الفرصة للظال ان يتوب بعد ان انجاه الله من ويلات حروب دخلها و خرج منها بأعجوبة ربانية قدفت به في أحضان المساجد .

و الله اني اعرف أشخاصا لم و لن يعترفوا بثورة الـ17 من فبراير و لكني لم أراهم إلا وهم يجمعون الاموال على الطرقات و في المساجد و يرسمون البسمة على شفاه المشردين و النازحين , و لسان حاله يقول شكرا 17 فبراير لقد اتحتي لي فرصة لأتقرب من الله بأعمال لم اكن أحلم أن يوصلني الله إاليها .
و أني لاعرف أشخاصا كنا نزكيهم و نتوسم فيهم الخير حتى تقلدوا مقاليد السلطة السياسية او الدينية وفتحت الدنيا ابوابها عليهم فدخلوها و غرقوا في محرماتها من تمشيط و نهب و سفك دم مسلم .

إن الخير الذي يعدكم به مؤازروا ثورة ال17 من فبراير قد أتى و لا يزال بينكم فانتهزوه و لا تدعوه يفلت منكم  و اجلعوه تذكرتكم للوقوف امام أحد أبواب الجنة , فوالله إن هذا الخير سيدهب فور مجئ الخير الدنيوي و هي الأموال التي تنسينا حتى قول الكلمة الطيبة في وجه المحتاج .

و اخيرا إن ما يمر به بلادنا لهو و الله نعمة لا ندري بها و الدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة ) رواه الترمذي ’ فأي نعمة أكبر من هذه بالله عليكم 

والله أعلم 

هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا صلاح ذكرتني بما كنت نسيت، رؤية الخير في اسوأ الظروف هبة من الله.

    ردحذف
  2. الحمد لله رب العالمين....جزاك الله خيرا

    ردحذف