السبت، 6 ديسمبر 2014

السلاح النووي الليبي vs مشروع غزو الفضاء الإماراتي


السلاح النووي الليبي  vs  مشروع غزو الفضاء الإماراتي 



في القرن الماضي كانت روسيا و أمريكا و غيرها من الدول العظمى تسابق الزمن لأمتلاك السلاح الننوي , تلك القنبلة الصغيرة التي تدمر الالاف الهكتارت و تقتل ألالاف البشر في ثواني , اتفق العالم على جعلها سلاح للردع فقط لا الهجوم , و لكن يظل كل من يدخل السباق يجعل نفسه في مصاف الدول العظمى او شبه العظمى .

عندما تصل لصنع سلاح نووي فانت بالطبع ستكون لديك قاعدة علمية ضخمة و  قدرات بشرية جبارة و وطنية محلية صنعت لك السلاح فهو ليس بالشئ الهين .
ليبيا في بداية الألفية الثانية فهمت ان السلاح النووي هو مقياس لعظمة الدولة , ولكن للأسف لم يفهم النظام ان مايسبق إمتلاك السلاح هو مايجعلك عظيم , السلاح سياتي عندما يصنعه ليبييون ولن يصنعه الليبييون إلا ان كان هناك تعليم قوي جدا و دولة دات قدرات و مؤسسات جبارة و ليست دولة رجل واحد , المهم ان ليبيا أخدت الموضوع من اخره و أشترت باموال النفط أسرار السلاح النووي من عبدالقادر خان الباكستاني , لتضرب بتنمية بالتعليم و ترقية البنية التحتية عرض الحائط , و المهم عندنا نفط .

نقفل ملف ليبيا  والنووي , و لنتجه لملف اخر شبيه جدا به ألا و هو الملف الإماراتي و المريخ !؟

العالم منذ ستينات القرن الماضي مصاب بحمى الفضاء و الان زادت الحمى مع هبوط المركبة الاميريكية  كيروسيكي على المريخ , سباق الفضاء هو المناظر لسباق التسلح النووي في نهاية القرن الماضي , و من يصعد لتلك الأجرام السماوية فسيحفر أسمه في مصاف الدول العظمى او شبه العظمى , فالوصول للمريخ بمسبار فضائي يستلزم جهد جبار جدا و ويستلزم طاقات علمية وطنية و محلية عظيمة و لن ترى تلك الطاقات إلا بتعليم جبار و مؤسسات علمية رائدة و لن ترى تلك المؤسسات إلا بأستقلالية تامة للدولة بعيدا عن التبعية لأي قطب سياسي أخر .

الإمارات سمعت بأن الهند وضعت مسبار فضائي حول المريخ فأصرت هي الاخرى أن تضع مسبار " طرف حديدة " حول المريخ .!؟

و على الفور تم بيع ملايين البراميل النفطية و تم شراء معدات أمريكية و روؤس بشرية علمية هندية و أدمغة روسية و أوكرانية و تم إنشاء هيئة فضائية في أسرع وقت في العام 2014 , و أعلنوا منذ يومين أنهم يعتزمون غزو الفضاء بمسبار فضائي يطير حول المريخ !؟ .

مُلاك بُرج خليفة  تناسوا ان غزو الفضاء ليس هو الغاية أنما الغاية من غزو الفضاء كما قال كينيدي قديما هو أن الدولة ستخرج أقصى مالديها من علماء محليين و سيبحثون على كافة الطرق لتأمين وصول المسبار و المركبة في الفضاء و هدا البحث سينتج لنا عدد كبير من الاختراعات التي ستفيدنا عسكريا و إقتصاديا على الأرض , غزو الفضاء هو بمثابة إعلان فرض سيطرة للدولة , فإن كانت الدولة لا تملك من أمرها العسكري شيئا فكيف ستنطلق للفضاء .

أرى ان النفط للشعوب التي تقبع في العالم الثالت هو مثابة المحجر الذي يمنع العقل من التفكير , فهو يضيق مجال التفكير لأضيق مجال , و يجعل نظام الحكم يفكر كما لو كان طفل ثري ورث ملايين من أبوه , أي شئ يريده يجلبه بأيسر الطرق .

لست أثبط من عزيمة أحد , ولست منبع للتشاؤم و لست ممن ينظر للنصف الفارغ من الكأس , ولست ممن يحسد جاره على تفوق و لكن أنظر للامور من منظور علمي و منظور واقعي و حقيقي , و لندع الأيام هي من تحكم  .

أتمنى التوفيق للمشروع الإماراتي !

هناك تعليق واحد:

  1. هذه مشكلة حضارية في مجتمعات حضارة ما بعد النفط، كنا بدو ثم بايجاد النفط انتقلنا الى دولة ذات مال، دون المرور على نقاط الحضارة الاساسية التحول من الزارعة و الرعي للصناعة و العلم، من الصحيح ان وظيفة المال توفير النقائص وتقصير الوقت لكن في حالتنا التي تكلمت عليها في المقالة بقينا مجتمع استهلاكي حتى عندما اراد ان يتطور ولم يدركوا قيمتك في الدنيا بما تنتجه سواء من فكر او علم او اقتصاد او او او .. الخ

    ردحذف